كتاب طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين أبى نصر عبد الوهاب بن على بن عبد الكافى السبكى، المولود 727هـ والمتوفى 771هـ، وهو من طبقة العلماء الذى تصدوى لجمع التراث فى موسوعات عقب تدمير العلوم على أيد الهمج التتار والحروب الصليبية، من امثال أقرانه: الذهبى والنويرى والصفدى، ومن تلاهم أمثال: ابن حجر والسيوطى، وكانت أسرة زين الدين أبى محمد عبد الكافى بن على ين تمام السبكى ممن شارك بنصيب وافر فى ذلك، وقد اشتهر والد المؤلف (متوفى 756هـ) فى الأقطار الإسلامية وتولى التدريس بجوامع كثيرة بمصر ودمشق، وتولى قاضى القضاة بالشام وخطيب الجامع الأموى، وأخوه بهاء الدين أبو حام (متوفى 773هـ) كانت له اليد الطولى فى علوم اللسان العربى والمعانى والبيان، وأخوه الثانى جمال الدين أبو الطيب الحسين (متوفى 755هـ) كان حاد الذهن خبيرا بالمعانى والشعر وينظم الدر وتولى التدريس فى الشام، وأخوه الثالث كذلك ... ولذلك فقد حفظ المؤلف القرآن فى صغره وأخذ علوم العربية والعقيدة والتشريع عن أبيه ثم أساتذة عصره وأجيز له التدريس فى مصر بعد فترة وجيزة، ثم لازم الذهبى والمزى وجمع العلماء بالشام، وأجاز له ابن حيان بالحجاز، وقال عنه العسقلانى أنه امعن فى طلب الحديث ولازم الفقه والأصول العربية، ثم تولى قضاء الشام، وحدثت له فتنة وحسد على مكانته، والسبب أنه كانت له آراء حرة وكتب كتاب (معيد النعم ومبيد النقم) عالج فيه مشكلات الأمة الإسلامية من السلطان للفلاح، وكنه كان فقيها ومحدثا روى عن حقاظ عصره كما يظهر من الكتاب الذى بين يدينا (الطبقات الكبرى)، وناقش فى الكتاب أيضا مشكلات العقيدة ومسائل المنطق، وتكلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، بالإضافة الحوادث التاريخية وتاريخ العلماء، وقد عرف بخبرته مواطن الوهن فيهم، واعتمد شروط والده فى المؤرحين وأضاف إيها شروطه، كما جعل مكانا فى صدر كتابه لعلوم اللسان العربى، والكتاب فى سبع طبفات تشمل كل منها مائة سنة، وللمؤلف مؤلفات متعددة منها "أحاديث رفع الدين" و"والأشباه والنظائر فى الفروع" و"أوضخ المسالك فى المناسك" وغيرهم كثير فيما يزيد على 22 كتابا. وقد قام المحقق بتحقيق الكتاب وتحليله والترجمة للمؤلف فجاء تحقيقه قيما. |
|||