|
كتاب تفسير الشيرازى "جامع البيان فى تفسير القرآن" للإمام محمد الشيرازى المتوفى سنة 905 هـ، ومعه حاشية محمد بن عبد الله الغزنوى المتوفى سنة 1296 هـ، والمصنف هو محمد بن صفى الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد السلام وقيل عبد الله معين الدين الحسينى الصفوى الإيجى الشيرازى الشافعى، ولد الإيجى سنة 832 هـ، ونشأ الإيجى فى بلدة "إيج" بنواحى شيراز، وإليهما نسب. وقد أنشغل الإيجى بجوانب متعدده من الفروع العلمية وقد وصف بأنه مفسر ومحدث ونسب إلى مذهب الشافعى ففى التفسير له كتب عدة مشهور منها سبعة على الأقل منها تفسير سورة الفاتحة، وجامع البيان فى تفسير القرآن وهو الذى بين يدينا. ومما يدل على براعته فى التفسير إنه يجمع فى تفسير الآية أقوالاً كثيرة بأوجز عبارة والطف إشارة وهذا لا يستطيعه إلا من كان بالتفسير خبيراً وبطرق المفسرين وعباراتهم بصيراً. وهذا الكتاب فى التفسير قل أن تجد مثله فهو قصد ووسط بين المختصرات والمطولات، يوضح العبارة بأيسر الإشارة، ويجمع الكثير من المعانى بقليل من الألفاظ الدوانى، ويلخص الأقوال، ويرجع المقال على المقال، ويشير إلى أسرار الإعجاز بشئ من الإيجاز، ويرد الأقوال الممتحلة من الفلاسفة والمعتزلة، وينافح عن كلام رب العالمين برد كلام المبطلين والغالين. وقد كتبه مصنفه بعد تردد وتأخر لكنه عزم عليه كما يقول لما لم يجد فى التفسير مختصراً يغنى وكتاباً يقرب ويدنى. وقد حاز هذا الكتاب الفضل من مصنفه (الأيجى) رحمه الله فى حسن تصنيفه والعناية بتأليفه وتحرير مسائله العقائدية واللغوية والبلاغية. وقد أشار المؤلف فى مقدمة تفسيره أنه رجع فى التفسير إلى كتب كثيرة منها: تفسير بن كثير ومعالم التنزيل للبغوى، والكشاف للزمخشرى، وشروح الكشاف: شرح الطيبى، الكشف، شرح المحقق التفتازانى، بالإضافة إلى: الوسيط للواحدى، مدارك التنزيل للنسفى، أنوار التنزيل للبيضاوى، والأحاديث المذكورة فمعظمها من الصحاح الستة. أما صاحب الحشية (الغزنوى) رحمه الله فقد أبقى على لغة المؤلف بدون تغيير وإن كانت له آراء متطرفة ولا توافق المصنف أحيانا وما يعنينا هنا هو كلام المصنف الإمام الشيرازى ، وأما صاحب الحاشية والمحققين فلا يؤخذ بكلامهم فيما يخالف كلام المصنف، فهذا مبلغ علمهم ولا يلاموا عليه ولكنه لا يؤخذ منهم حيث أنهم شابهم بعض الضيق فى النظرة والتحيز للفكر الوهابى الحديث؛ تلمحه فى آرائهم واعتراضهم على بعض جمل المصنف. وعلى أى حال فقد قام المحققين بتخريج الكتاب وتصحيحه ومراجعته والتعليق علي بعض مواضعه والتقديم له. وما يعنينا هو كتاب المصنف ولا نحتاج إلى الالتفات إلى باقى الكلام. |
||