كتاب تفسير السمرقندى المسمى "بحر العلوم" لأبى الليث السمرقندى المتوفى سنة 375 هـ، وهو نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الخطاب السمرقندى التوزى البلخى، وقد لقب بالفقيه وهو لقب أشتهر به وهو يدل على إنه وصل من علم الفقه مرتبة عظيمة، وقد أحب أبو الليث هذا اللقب وتبرك به لأن النبى لقبه به فى المنام، وذلك إنه لما صنف كتابه "تنبيه الغافلين" عرضه إلى روضة النبى وبات الليل فرأى النبى وقال (خذ كتابك يا فقيه) فانتبه فوجد فيه مواضع محوه فكان يتبرك بهذا اللقب لذلك، وكنى بأبى الليث حتى يكاد لا يعرف إلا بها. ولكنه لم يعرف على وجه التحديد العام الذى ولد فيه لأنهم لم يتوقعوا أن يكون عالماً ذا شأن ولكنهم ذكروا على وجه التقريب أن مولده كان بين 301 و 310 هـ. وكذلك أختلفت المصادر فى تحديد سنة وفاته. وهو ينتمى إلى سمرقند وهى أحدى مدن خراسان وكانت هذه المدينة قبلة طلاب العلم إذ رحل إليها العلماء والفقهاء والوعاظ والمتصوفة .

ويبدأ المؤلف فى ذكر معنى التفسير ومعنى التأويل والفرق بين التفسير والتأويل وحاجة الناس إلى التفسير فقد نزل القرآن الكريم لغرضين أساسيين: أولهما: ليكون معجزة فلا يقدر البشر على أن يأتوا بمثله ﴿قل لئن أجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً﴾. وثانيهما: ليكون منهج حياة ودستوراً للمسلمين فيه صلاحهم وفلاحهم إذ تكفل بكل حاجاتهم من أمور الدين والدنيا عقائد وأخلاق وعبادات ومعاملات .... وبه مخرج الأمة من أزماتها ونجاتها من الفتن.

يقول الإمام علىّ : قلت يا رسول الله ستكون فتن فما المخرج منها؟ قال (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل لا بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن أبتغى الهدى فى غيره أضله الله هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذى لا تزيغ به الأهواء ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضى عجائبه من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن خاصم به أفلح ومن دعى إليه هُدى إلى صراط مستقيم).

وحيث أن الرسول قد فهم القرآن حق فهمه وفهمه الصحابة وعلموا معانيه وأدركوا أسراره إذ كانوا عرب الألسن لم تعكر العجمة عربيتهم إلا أنهم كانوا مع ذلك يلجأون إلى الرسول فيما قد يشكل عليهم منه، وعلى ذلك فالحاجة الآن إلى التفسير تكون ماسة بقدر بعد الأمة عن لغة القرآن ومن هنا تأتى أهمية تحقيق كتب التفسير المتقدمة ولا سيما التفسير بالمأثور. ويقول السيوطى "ونحن محتاجون إلى ما كانوا يحتاجون إليه –يعنى الصحابة- وزيادة على ذلك مما لم يحتاجوا إليه من أحكام الظواهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد إحتياجاً إلى التفسير".

جاء الكتاب فى ثلاثة أجزاء للتفسير بالإضافة إلى قسمين ومباحث عن المؤلف والتحقيق، وقام المحققون بتصحيحه بالموازنة بين النسخ، وتخريج الأحاديث والآثار والترجمة، بدون تدخل فى النصوص.

 
   
 

tafseer.alsamrqandy.part1.rar

 
 

tafseer.alsamrqandy.part2.rar