كتاب تفسير الماوردى "النكت والعيون" للإمام الماوردى، وهو أبو الحسن علىّ بن محمد بن حبيب الماوردى البصرى الشافعى، وكنى الماوردى نسبة إلى بيع وعمل الماورد، وهو ماء الورد الذى كان يعمل به والده ويبيعه، وقد لد رحمه الله سنة 364 هـ فى البصرة، وذلك فى أزهى عصور الثقافة الإسلامية حين بلغت الدولة العباسية درجة رفيعة من الرقى والتقدم العلمى، وتلقى علومه الأولى فى البصرة ثم رحل إلى بغداد ولما بلغ أشده تصدر للتدريس فى بغداد والبصرة وتنقل فى المدن الأخرى لنشر علمه وأستقر به المقام فى بغداد وحدث فيها وفسر القرآن والف فيها كتبه التى تدل على إنه كان عالماً بالحديث والفقه والأدب والنحو والفلسفة والسياسة وعلوم الإجتماع والأخلاق، وقد ولى القضاء ببلدان كثيرة، ولقب بقاضى القضاة. وله عدة كتب منها عشرة كتب معروفة على الأقل.

ولما كان التفسير علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه سيدنا محمد وبيان معانيه، وإستخراج أحكامه وحِكمه وإسستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ. وإن التفسير بالمأثور هو الذى يجب اتباعه والأخذ به، لأنه طريق المعرفة الصحيحة وهو آمن سبيل للحفظ من الزلل والزيغ فى كتاب الله. وقد روى عن ابن عباس إنه قال "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه أحد إلا الله".

قال الإمام الماوردى مبيناً لمنهجه فى مقدمة تفسيره "ولما كان الظاهر الجلى مفهوماً بالتلاوة وكان الغامض الخفى لا يعلم إلا من وجهين: نقل وإجتهاد جعلت كتابى هذا مقصوراً على تأويل ما خفى علمه، وتفسير ما غمض تصوره، جعلته جامعاً بين أقاويل السلف والخلف وموضحاً عن المؤتلف والمحتلف وذاكراً ما سنح به الخاطر من معنى محتمل، عبرت عنه بأنه محتمل ليتميز ما قيل مما قلته، ويعلم ما أستخرج مما أستخرجته، وعدلت عما ظهر معناه من فحواه أكتفاء بفهم قارئه وتصور تاليه ليكون أقرب مأخذاً وأسهل مطلباً وقدمت لتفسيره فصولاً تكون لعلمه أصولاً، يتضح منها ما أشتبه تأويله وخفى دليله.

وقام المحقق بنسخ الكتاب كاملاً من مجموع المخطوطات المتناثرة فى شتى مكتبات العالم حيث أنه لا توجد مخطوطة واحدة كاملة للكتاب. وقام بتخريج الأحاديث وأهتم بضبط النص ما يشتبه من الألفاظ والمواضع والكنى والأسماء وشرح الغريب من غير بسط ولا إسهاب.

أما المحقق فقد كان أمينا على كتابة المؤلف بدون تغيير وإن كانت آراءه معتمدة على ابن تيمية والألبانى وابن الجوزى ولا يخفى على القارئ تحيز هذه المجموعة لما يعرف بالفكر الوهابى الحديث، وهذا مبلغ علمهم ولا يلاموا عليه ولا يؤخذ منهم، وعلى أى حال فإن ما يعنينا هو كتاب المصنف الإمام الماوردى الذى ينتمى إلى السلف ويفسر بأقوال الصحابة والتابعين ولا نحتاج إلى الالتفات إلى كلام المحقق فيما يخالف كلام المصنف.

 
   
 

tafseer.almarody.part1.rar

 
 

tafseer.almarody.part2.rar

 
 

tafseer.almarody.part3.rar