كتاب "نحو القلوب الكبير" لسيف الاسلام عبد الكريم القشيرى، وهو عربى النسب من جه الاب والام، وهو عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك بن طلحه بن محمد القشيرى، وكنيته "ابو القاسم" ولقبه "زين الاسلام" وشهرته "القشيرى"، 376هـ-465هـ، وتلقى تعليمه ودراسته فى قريه استوا التى ولد فيها، وهى احدى قرى مدينه نيسابور، وتلقى علوم الفقه على يد ابن فورك، والمذهب الشافعى على يد ابى بكر الطوسى، الى جانب ذلك غشى مجالس الفقه والأدب والنحو وكتب دروسها، وقبل ان يلج حومة التصوف فقد كان معدا أحسن إعداد لفهم الشريعة والحقيقة، ثم تتغير حياته عندما يأثره حديث الشيخ أبى عبد الدقاق، وكان يتحدث فى علوم القلوب، ومذهب اصحاب الاحوال والمذاقات والشريعة والحقيقة وما بينهما من تواصل، ولم يستطع بعد ذلك مفارقة هذا الرجل ومجلسه، وهو يستمع على الدوام لهاتف داخله يقول له: (لهذا أنت خلقت)، وأصبح من رجالات التصوف فى عصره، وفى نفس الوقت أتقن علم النحو وتمكن من اصوله وفروعه بقدر يسمح له بأن يوظفه لخدمة ارباب الحقائق على نحو مأمون.

وتكلم فى كتابه عن نحو القلوب الكبيرة، وهو يعنى علم النحو الصوفى، وهو محاولة ممتعه للمؤلف للانطلاق بالنحو الى أشواق الحب الالهى ومذقاته، فتكلم المؤلف عن أقسام النحو والصرف بطريقة جديدة وتحرى فيها إسقاط ذلك على معانى وتصاريف التصوف.

والمحقق لم يتعرض للنص أو يخرج عليه، ولكنه قام بشرحه والتعليق عليه حيث توقع المحقق عدم قدرة القارئ العصر على تفهم مختصر الكتاب، وعلى أية حال فإن المتن قد تم تحقيقه ومراجعته على النسخ التركية (29) والتونسية (29) والسورية (30) والمصرية (30).

 
   
  nahw_qloub.rar