كتاب "الإنسان الكامل فى معرفة الأوائل والأواخر" للإمام عبد الكريم الجيلى ، والمولود 767هـ والمتوفى 832هـ فى بغداد، وهو أبو محمد عبد القادر بن ابى صالح موسى وينتسب للإمام عبد القادر الجيلانى ثم للإمام الحسن بن الإمام على بن ابى طالب ، وكان زاهدا مجاهدا، وسمع فى التفسير والالحديث والمذهب والخلاف والاصول والنحو، وكان يقرأ القرآن بالقراءات السبع، وكان يتكلم فى ثلاث عشر علما، وكان يفتى فى المذهب الشافعى والحنبلى، وكانت فتواه تعرض على علماء العراق فيتعجبون منها ويقولون: سبحان من انعم عليه، ولما اشتهر صيته فى الافاق اجتمع مائة فقيه ببغداد ليمتحنونه فى العلم، قكانت له كرامة وظهرت من صدره بارقة من النور أذهلت العلماء، وصعد الإمام على المنبر واجاب الجميع عما كان عندهم واعترفوا بفضله، وكان يجالس الفقراء ولا يقوم قط لأحد من العلماء ولا لأعيان الدولة، ويجلس مع الفقير والجارية، وله مؤلفات كثيره تنبئ عن جزء من علمه وكمال معرفته، ومنها كتاب "الناموس الاعظم والقاموس الاقدم فى معرفه قدر النبى "، وله كتب أخرى مثل "الكمالات الالاهيه فى الصفات المحمديه" و"لسان القدر بنسيم البحر" و"قاب قوسين وملتقى النموسين" و"الكهف والرقيم" وغيرها كثير، وكان شديد التمسك بالشرع مؤيدا علومه بالكتاب والسنة، وقد ذكر ذلك فى مقدمه كتاب "الانسان الكامل" الذى بين يدينا؛ فقال: "اعلم انى ما وضعت شيئا فى هذا الكتاب الا وهو مؤيد بالكتاب او سنة رسول الله ، واذا لاح لقارئ الكتاب شئ يخالف الكتاب والسنة، فليعلم ان ذلك من حيث مفهومه، لا من حيث مرادى الذى وضعت الكلام لاجله"، والكتاب فى 63 باب، تبدأ من الحديث عن الذات والأسماء والصفات، وتستمر إلى سائر الأديان والعبادات والأحوال والمقامات.

وتولى المحقق التعليق والتصحيح ولم يتعارض مع متن الكتاب.

 
   
 

ensan_kamel.rar