|
كتاب "الدره البيضاء" للإمام محى الدين بن عربى، المولود 560هـ والمتوفى 638هـ، وهو علم من أعلام التصوف وصاحب مدرسة لازالت آثارها العلميه موجود الى يومنا هذا، وجده احد قضاة الاندلس وعلمائها و كان والده من أئمة رجال الفقه والحديث والزهد والتقوى، فنشأ نشأة ورعة نقية من الشوائب، وفى السادسة من عمره، دفعه والده الى عميد الفقهاء فى وقته وهو الشيخ أبى بكر خلف فقرأ عليه القرآن الكريم بالقراءت السبعة، وفى العاشرة من عمره، كان بارزا فى القراءت وملهما فى المعانى والاشارات، فسلمه والده الى مجموعه من كبار رجال الفقه والحديث، لذلك سمع فى شبابه البكر الكثير والكثير على كبار العلماء، وفى العشرين من عمره، كان قد تحصل على كل هذه العلوم، وأجيز للتدريس من كثير من هذه العلماء، واستمر فى تحصيل العلوم وتأليف الكتب، وفى الثامنة والثلاثون من عمره كان فى قمة النضج الفكرى ومن أغزر كتاب المسلمون وأكثرهم علما وأوسعهم أفقا، وقدم إلى مصر والحجاز ودخل بغداد والموصل وبلاد الروم، وصحب الصوفية وأرباب القلوب وسلك طريق الفقر، وحج وجاور، ويقول المؤلف عن مؤلفاته ان أصغرها كراسه وأكبرها مائة مجلد، وعن عدد كتبه أنها أكثر من مائتين وسبعين كتابا، معظمها فى علم التصوف ووعلوم القرآن والتفسير، وأشهرها الفتوحات المكيه (عشرون مجلدا). والكتاب يتكلم عن حقيقة من حقائق الوجود: الدرة البيضاء، ويتكلم أيضا عن القلب الإنسانى والعجالة والمناسبة ودفع الخواطر وارتباط الموجود بالأزل، وتعلق الإرادة بالموجود والعقل الأول. ويلى هذا كتاب "عقيدة أهل الإسلام" للإمام محى الدين أيضا. واعتمد المحقق فى تحقيق الكتب على طبعات قديمة ومخطوطة بدار الكتب، ولم يتدخل المخقق فبها بتحريف. |
||