كتاب المسائل المكنونة للإمام أبى عبد الله محمد بن على الترمذى الحكيم المشهور بالحكيم الترمذى، وقد أبوه محدثا فنشأ فى العلم ثم تعلم على الخضر وجاهد فى طريق القوم حتى فتح الله عليه، وقد عاداه مدعو العلم الذين لم يفهموه - شأنهم فى كل زمان - وأغروا به الحكام وألقوا عليه الوشاية بالهوى وإدعاء النبوة فمنعوه من الكلام، فتحمل ذلك فى صبر وتطهرت نفسه واشتغل بتصنيف الكتب وعلم الحديث، وله ثلاثة مجموعات فى هذا المجال، وكتاب المسائل المكنونة يعالج عدة قضايا تجمعها خطوط رئيسية وهى: العلم والولاية والمعرفة والنفس والصراع بينها، وقد تناول هذه القضايا بتفصيل تضمن الظاهر والباطن وأيد بأحاديث النبى ، وقد تناول الكتاب مسائل أساسية ثلاث هى: "الحمد كلمة جامعة شاملة" و"علم القالب" و"جملة العبودة".

وقد اجتهد المحقق فى الترجمة والتأريخ للمصنف والتخريج والتعليق، وإن بدا أنه متأثر بمذهب المستشرقين فى التحليل وتكلم فى التصوف عن دراسة وبحث تنقصه الخبرة والتجربة، ولكنه التزم الحيدة وعرض جميع الآراء، وبالطبع فقد عرض آراء من يجهلون الصوفية ومجاهدة النفس والكشف والصفاء الروحى أمثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهما ممن لا يعرفون هذا العلم ولا يؤخذ برأيهم فيه.

 
   
  almasail_almaknona.rar