|
المبادئ والغايات فى معانى الحروف والآيات ويليه العقد المنظوم فيما تحويه الحروف من الخواص والعلوم تأليف الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى، وهو محمد بن على بن محمد بن أحمد بن عبدالله الحاتمى من ولد عبدالله بن حاتم أخى عدى بن حاتم من قبيلة طىّ مهد النبوغ والتفوق العقلى فى جاهليتها وإسلامها. يكنى أبا بكر ويلقب بمحيى الدين، ويعرف بالحاتمى وبابن عربى لدى أهل المشرق. ولد فى الأثنين السابع عشر من رمضان عام 560 هـ فى مدينة مرسية بالأندلس وكان أبوه على بن محمد من أئمة الفقه والحديث ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها فنشأ نشأة تقية ورعة وقد توفى سنة 638 هـ. يعد هذا الكتاب من أهم الكتب فى التراث الصوفى وفى تراث ابن عربى بوجه خاص لما له من قدرة على الكلام كشفاً عن بعض أسرار الحروف وما تحويه من قيم ورتب ومعان. وقد كتب فى أسفل مقدمة الكتاب النسخه الأصلية بخط ابن عربى: هذا كتاب لو يباع بوزنه ... ذهباً لكان البائع المغبونا- أو ما من الخسران أنى آخذ .... ذهباً ومعط لؤلؤاً مكنونا- وأعتمد المؤلف فى هذا الكتاب على ثلاثة مطالع: المطلع الأول: فيه معانى الحروف وفيه معانى أسمائها أيضاً، والمطلع الثانى: فى الأعداد وفيه بيان مراتب الحروف ومنشأ الرتب، والمطلع الثالث: فيه الكلام عن الحروف التى تحدث عن مراتبها فى المطلع الثانى كشفاً ومظهرها عيانا ومراتب أحوال المكاشفات فى مثلها وصورها فى رتب العلوم على ما يحيط بجوامع الأمر، ثم خاتمة موسعة للكتاب أبان فيها عن ذكر مواقع ما أختص من هذه الحروف للإنزال والخطاب به فى القرآن وبيان رتب الكشف . ونظراً لإحتياج القارئ إلى كثير من التفاصيل لأستكمال مفاهيمه لهذا النوع من الكتابة قدم رسالة أخرى لأبن عربى فى نفس الموضوع وهى رسالة صغيرة الحجم لكنها كبيرة القيمة والمعنى تقع فى أثنين وعشرن فصلاً كل فصل يقع فى صفحة أو صفحتين تقريباً لكنها فصول لها من الأهمية مكان وكأنها جاءت إستكمالاً لما يمكن أن يفتقده هذا الكتاب ولكى تتم كثير من المعانى التى ربما يسأل عنها كثير من الناس . كما يوجد ملحقاً خاصاً فى معرفة الحروف تم إقتطافه من كتاب الفتوحات المكية والمراد بهذا أن يضع القارئ أمامه موضوع الحروف كاملاً يستنبط منه فهمه ووعيه ويستكمل به رؤيته الخاصة للمنن الإلهية على خلقه. وقد قام المحقق بنسخ الكتاب بين ما فيه من الألفاظ وضبط ما فيه من كلمات وعلامات الترقيم والتقسيم وتخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والقدسية وشرح لعدد من المعانى وفهرسة الآيات والأحاديث وغيرها ولم يتدخل فى الكتاب بتغيير. ويقول سيدى محيي الدين فى مقدمة كتابه: قال تعالى "ما فرطنا فى الكتاب من شئ" فما من علم إلا وهو مخبوء فى كتاب الله تعالى ولا يحاط به إلا بما شاء مما يؤتيه من فهمه وعلمه. وورد عن النبى إنه قال (لكل آية من القرآن ظهر وبطن إلى سبعة أبطن) فإذا حصل من فهم الكلام المنتظم على تفصيله ما شاء الله ترقى الفاهم منه إلى تفهم الكلام المفردات على مقدار ما يجمعه علم اللغة من ذلك التفصيل ويفرده من جوامعه وهو علم الأسماء أى :علم الأشتقاق ثم يتدلى من قاب قوسه إلى فهم الحروف بما هى عليه من جمعها لمعانى الكلم وإحاطتها بحدودها فعند ذلك ينتهى فهمه باطناً إلى مبدأ حفظه ظاهراً ويبدأ له مطلع الختم وتتفصح له العجمة ويفتح له باب الفتح المبين الذى خص به آل محمد والعلم الذى سيدنا محمد مدينته وعلىّ بابه، والعلم بمعانى الحروف ومواقعها من الوجود من النوافل التى غايتها المحبة لله تعالى إلى ما وراء ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى. |
||