كتاب سيرة ابن اسحق المسمى بـ"كتاب المبتدأ والمبعث والمغازى" ومصنفه هو محمد ابن إسحاق بن يسار بن خيار – وقيل ابن يسار بن كوتان مولى آل قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف ولد بالمدينة عام  85هـ وقال الخطيب البغدادى إن محمد بن إسحاق رأى أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وسمع القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق وتعلم من عاصم بن قتادة وعبد الله بن أبى بكر - 151 هـ. وقال عنه الزهرى: لا يزال بالمدينة علم ما بقى وذكر ابن إسحاق. ويقول الشافعى: من أراد أن يتبحر فى المغازى فهو عالة على محمد بن إسحاق. وقال عاصم بن قتادة: لا يزال علم ما عاش محمد ابن إسحاق. سمعت أبا معاوية يقول: كان ابن إسحاق من أحفظ الناس وكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد ابن إسحاق وقال: أحفظها علىّ. وقال البخارى أيضاً محمد ابن إسحاق ينبغى أن يكون له الف حديث ينفرد بها.

وسيرة محمد ابن إسحاق تعتبر من أصح المراجع وأثبنها عن حياة الرسول الكريم منقذ البشرية من العبودية الفكرية والروحية والسياسية ويعتبر هذا السفر من سيرة أبن إسحق إحياء للتراث العربى الذى تطلعت إليه نفوس العلماء والباحثين عندما عثر على قطع منه بخزانة جامعة القرويين بفاس بعد ما كان يظن إن هذا الكتاب فقد بأكمله ووقع اليأس من العثور على شئ منه.

وله صيت عظيم فى كل عصر فى مشارق الأرض ومغاربها ولكن لما هذب ابن هشام هذا الكتاب تحت أسم "سيرة رسول الله" فاق الأول صيتا وأعتنى الناس بهذا الأخير وأهملوا كتاب ابن إسحق فلم يهتم الناقلون بنقله حتى كاد لا يوجد منه نسخة واحدة فى العالم وقد عثر أخيراً على قطع من أصل كتاب أبن إسحق.

فهذا كتاب فى سيرة نبى الإسلام ، رسول الله وحامل أوامره إلى والأسوة الحسنة، فمعرفة قوله وفعله وتقريره من أول واجبات المؤمن حتى يقدر على أن يقتدى بها فى حياته الروحانية والمادية وقد أعتمد عليها كل الذين الفوا فى هذا الموضوع. وإن أنتقد البعض طريقته فى رواية الحديث فأن الإجماع يكاد يكون شاملاً فى ما يرجع للثقة بأخباره حول المغازى وما يتعلق بتاريخ الحقبة الأولى من ظهور الإسلام إلى وفاة الرسول . ويبدأ الكتاب بترجمة للمؤلف ومقدمة وخمس أجزاء والقطعة الثانية من الكتاب هى الغزوات التى غزاها النبى .

وقد بذل المحقق جهدا فى إخراج هذه الطبعة وفى التصحيح والمراجعة مع صعوبة هذا العمل لوجوده خارج المغرب واحتاج إلى مكتبات متعددة و زمناً طويلاً.

 
   
 

seret.ebn.eshaq.rar