السيرة النبوية وكتابة الحديث بدأت فى عهد الإمام عمر بن عبد العزيز بعد أن كان الصحابة ممنوعين من كتابته خشية اختلاطه بالقرآن، ثم بدأ المحدثين فى الكتابة فى السيرة ومنهم عروة بن الزبير بن العوام الفقيه المحدث، ومنه أخد أئمة الرواة مثل ابن إسحاق والواقدى والطبرى، وقد أخذ ابن هشام ’متوفى 218 هـ‘ من سيرة ابن إسحاق ’85-153 هـ‘ حتى عرفت وشاع ذكره بها، والمحدثين قبل ابن هشام كانوا محدثين ناقلين ثم جامعين مبوبين، ثم فى زمن ابن هشام ناقدين معلقين كما فعل هو نفسه، ثم من جاء بعدهم لم يجد تجديدا، فإما شغل نفسه بالترتيب والتبويب أو صبغ نفسه بصفة المؤلف وهو فى الحقيقة جمع من كتب السابقين، والكتاب المشهور ’السيرة النبوية‘ لابن هشام، هو كتاب ’سيرة رسول الله‘ الذى استخرجه وعلق عليه الإمام أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافرى من كتاب ’السيرة‘ لمحمد بن أسحاق المطلَّلبى والذى هو أقدم السير الجامعة وأصحها، وفيه إشارة إلى المغازى والسير والتى هى صفحة الجهاد الأولى لجمع العرب تحت لواء النبى ، كما أن فى الكتاب حديث عن نشأة النبى وآبائه، وكذلك أصحابه الذين تابعوه على الهدى ودين الحق، ثم ما كان بعدهم من تفرق وتعدد، وقد سلك ابن هشام مسلكا فى كتاب ابن اسحق فحذف منه الأنبياء السابقين وكذلك ولد أسماعيل ممن ليس فى عمود النبوة، كما حذف من الشعر ما لم يستدل عليه واستقصى بعد ذلك مبلغ علمه، فكاد الناس أن ينسوا مؤلفها الأول: ابن إسحاق، وقد جاء بعد ابن هشام عبد الرحمن السهيلى فوضع ’الروض الآنف‘ متعقبا ابن إسحاق وابن هشام وشارحا ومزيدا، ثم بدر الدين العينى الحنفى فى كتاب ’كشف اللثام‘، وأبى ذر الخشنى فى شرح الغريب لكتاب ابن هشام، ثم جاء بعد ذلك مختصرون ونظامون.

وقد رجع المحقق لجميع كتب السيرة التى تعرضت لهذا الكتاب، وتمت مضاهاة 4 نسخ مطبوعة منها النسخة الألمانية والبولاقية والتيمورية والمطبعة الجمالية و4 مخطوطات من دار الكتب والمطبعة الجمالية.

 
   
 

seera-nanawia-hesham.rar