كتاب المدرسة الشاذلية الحديثة للشيخ عبد الحليم محمود، الذى وُلد فى قرية أبو احمد من ضواحى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية فى 2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ، ونشأ فى أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، التحق بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية سنة (1932م)، ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالى فى باريس، ونجح فى الحصول على درجة الدكتوراه فى سنة (1940م).

ويطرح الكاتب فى أول الكتاب السبب الذى دعاه إلى تناول حياة سيدى أبى الحسن الشاذلى، ويقسم الكاتب الكتاب إلى ثلاث أبواب: الباب الأول وفيه تسع فصول عن تالسيد أبو الحسن الشاذلى، وطريقه والقرآن والذكر، والباب الثانى وفيه ثلاث فصول عن العارف بالله الشيخ عبد الواحد يحيى، الباب الثالث وفيه ثلاث فصول عن العارف بالله الشيخ عبد الفتاح القاضى.

ويقول المؤلف فى مقدمة الكتاب: لقد كان لأبى الحسن أثر هائل فى هداية الناس على مر الزمان لقد كان له أثر ينتقل أريجه الزكى من شخص إلى شخص ومن عصر إلى عصر حتى وقتنا الحاضر، ولقد بدأ هذا الأثر بالثمرة اليافعة فى العارف بالله، القطب الكبير؛ أبى العباس المرسى وفى من حول الشيخ من أصدقاء ومريدين وأسلم أبو العباس المشعل – مشعل الهداية – إلى شيخ العلماء وشيخ الصوفية فى عصره؛ ابن عطاء الله السكندرى صاحب الحكم التى قال عنها أحد كبار العلماء: كاد الحكم أن يكون قرآناً .

والقرن الرابع عشر الهجرى مليئ بالمقربين من أعلام الشاذلية الذين أرضوا الله ورسوله فتخلقوا بأخلاق الله وأتبعوا سنة رسوله ولكن المؤلف تخير من بين أولياء الله المقربين شيخين جليلين: لأتصاله بهما عن قرب وكان كان هذا الأتصال هو السبب فى إختيارهما، أحدهما من أوربا فرنسى من أعماق فرنسا، عاش شبابه فى باريس ثم تابع حياته فى القاهرة يعرفه الغرب كله: أمريكا وأوربا لأنه من نابهى قادة الإتجاه الصوفى الأصيل يذكره المؤرخون للأديان ويذكره المتصلون بالروحية ويذكره أئمة الدعاة إلى إصلاح الحضارة الحديثة والسمو بها إلى السمو المثالى؛ إنه العارف بالله الشيخ عبد الواحد يحيى وعنه كتب الباب الثانى، والثانى شاذلى من الشرق هو الشيخ عبدالفتاح القاضى وهو برهان واضح على قوله عليه الصلاة والسلام (الخير فىّ وفى أمتى إلى يوم القيامة). والشيخ عبد الفتاح جاهد فى الحياة هادياً إلى الله فكان كوكباً تألق فى سماء الروح وأنعكس ضوؤه على أتباعه ومريديه. ولقد ضمن المؤلف بعض أحزاب الشاذلى معتمدا على ما أورده ابن الصباغ فى درة الأسرار وما أورده ابن عطاء الله فى لطائف المنن وضم حزب اللطف.

والمؤلف ليس من السلف أصحاب التراث إلا أنه مستلهم منهم سائر على دربهم فكان كتابه امتدادا لعلمهم.

 
   
 

elmadrasa.alshazelya.rar